الأحد، 16 يناير 2011

باب ذهب مع الريح

تلقيت مكالمة من صديق قديم يطلب مني مرافقته لرؤية فيلم وثائقي .. سألته إن كان يحق لي مشاهدته ، فأوضح أن له الحق بدعوة شخصين فقط .. و أنني أحد هذين الشخصين بحكم مهنتي الاعلامية ..
- لم أكن أعلم أو لدي أدنى فكرة عن الفيلم مجرد إسمه فقط ..
فبدأ العرض تمام الساعة التاسعة و النصف مساءا من يوم الجمعة الموافق 14 / 1/ 2011 م ..بداية تعريفنا نبذه عن شخصية رئيس تونس " زين العابدين " .. بدءا من تلقى علومه الدراسيه إلى زواجه الثاني من ليلى الطرابلسي و استفاده أقارب الزوجة من نفوذ الحكم .. ثم كيفية إدارته للبلد بسحق المثقفين و الديمقراطيين و فتح قنوات خاصة لفكره فقط و جرائد يومية تقف في صفه .. حيث وضع نفسه في عزله ثقافيه و سياسية مبتعدا عن الشعب ..ويغلق آذانه عن مشاكل البلد .. إلى جانب تحويل نصف الشعب إلى استخبارات و تعديل الدستور كي يضمن بقاءه على كرسي الحكم للأبد .. فالظلم + الفقر + البطاله + قمع السياسيين + قمع المثقفين + ملئ جيوب المقربين + إرساء المناقصات للأرقارب و الأصدقاء = ذهب مع الريح
- عند نهاية الفيلم علق المذيع :
" ذهب الرئيس زين العابدين مع الريح إلى المنفى "
و عندها فتحت الإضاءه .. وجلس الحاضرون على طاولة مستديرة يناقشون فيها أوضاع الشعب التونسي و تداعيات أزمته ..
- و علق أحد الحاضرين : إن الوطن العربي يمر بمنعطف خطيرا جدا .. و هذا المنعطف شجع الشعب التونسي على توجيه الريح العاصفة الشديدة الى دفة الحكم الغير مبالي بشعبه .. أتعرفون ما هو المنعطف ؟ إنه ويكيليكس.. فتقاريره تطيح بأنظمة كثيره من العالم .. إنه طبيب الشعوب الذي وضع يده على مكان الخلل .. و طلب من شعوب العالم الاسراع ببتر السرطان و بعدها يتم علاج الشعوب بالديمقراطية الحقيقية البناءه ..
- و علق آخر : الحمد لله نحن في الكويت ننعم بالديمقراطية .. و الحرية على مساحة واسعه .. و بما أننا شعب مثقف وواعي ..ندرك أن الخلل يأتي من قنواتنا الفضائية التجارية .. ندرك أنها تبتر الحقائق .. لتعطي معنى مختلف للحقيقة المراده .. إنها تشعل البلد فتنه طائفية و سياسية .. إن لم نحاسبها فالنار لن تتوقف .. و المخلصين لبلدهم لا يوافقونها .. و المتمصلحين يمجدونها .. مما يجعلها تتمادى دون توقف ..و نحن نمر بمشكله اكبر من حجم البلد .. و لم يستوعبها المسؤولون و هي :
" تعذيب مواطن بريء لفقت له تهمة باطله لتلصق به .. و ازهاق روحه .. و تزوير تقرير الداخلية ..انها امور خيالية لم نكن نمر بها من قبل " ..
- ثم علقت على الموضوع : صحيح كلامك ..فهناك قناة فضائية تؤلب الشعب على نواب الأمه لوقوفهم مع المواطن .. و مطالبة القناة وزير الداخلية بالعدول عن استقالته..
" اهو استخفاف بارواح الناس "
ام ان كرسي الوزير اغلى من ارواح الشعب ؟
هل ارواحنا رخيصه في الكويت ؟
هل نحن كشعب اعداء في بلدنا ؟
هل بعض نواب الامه لا تهمهم ارواحنا ؟
هل تم انتخاب الاعضاء للدفاع عن الوزير ؟
" انها روح عذبت وذهبت الى غير رجعه .. انه اب فارق ابناءه ولن يعود " ..
ففي الدول الاخرى لا يطالب البرلمان الوزير بالاستقاله .. بل الوزير يحفظ كرامته ويستقيل ..
- واأسفاه على نواب انتخبهم الشعب لحمايته ..
- واأسفاه على المسلمين المتفككين ..
- واأسفاه على الاستخفاف بارواحنا ..
- واأسفاه على شعب محب تحول الى شعب مفكك ..
فليعلم من يفكك بالوحده الوطنيه ان
" الارض صغيره والحياه قصيره "
اعملوا خيرا لبلدكم .. ليجنيه اولادكم ..
" والله يهدي من يشاء "
والى باب مفتوح

0 التعليقات:

إرسال تعليق